مقال :شخصية الوادي الجديد وتراثه (1) بقلم :مصطفى ضبع

مقال :شخصية الوادي الجديد وتراثه (1)
بقلم :مصطفى ضبع
E-mail: Mostfa.dabaa@yahoo.com
http://mostfadaba-adab10.ahlamontada.net/
كثيرا مايسألني أصدقائي من المحافظات الأخرى عن مكان الوادي الجديد هذا، والى أي محافظة يتبع وبالكاد يصرح أحدهم انه لم يسمع بهذا الاسم من قبل ولكن مايهمني هو سؤالهم :هل يتبع هذا المكان الصعيد أم بحري أم أنه تجمعات بدويه خالصه .في الحقيقه كنت أحار كثيرا لأنه من الصعب أن علي أن أشرح في عجاله شخصية وتراث الوادي الجديد ذو الخصوصية الثقاقيه والحضاريه المستقله عن سمات مجتمعات الصعيد أو الوجه البحري أو المجنمع البدوي الخالصه أو بالنمط المعروف ذهنيا لدى السواد الأعظم من الناس ، فيصعب علي أن أشرح أنه مزيج من مكونات ثقافيه متقاربه ومتجانسه وأن الفروق ليست كبيره ، فالشخصية التراثية للوادي الجديد شخصية فريده من نوعها تتميز بانسجام الناس مع البيئة النظيفة والهادئه والمسالمه والبعد عن النزاعات القبليه والطائفيه وحب النماء والعمران باختصار هي سمات ترتكز على الفطره السليمه والحياة الهادئه الصافيه ، إلا ان هناك تأثيرا قادما من بعض الأقاليم الاخرى لا نستطيع ان نغفله وهو تأثير مشابه للعولمه وقد اطلقت عليه الأقلمه ( وأعني به إنفتاح الاقاليم على بعضها البعض فيأخذ المتعافي منها أمراض الاخر سواء كانت مدينه او اقليم .......الخ)، ولعل أبرز ما يميز مجتمعات الوادي الجديد هو عدم وجود العنف البدني او الفكري او الطائفي او المذهبي فلا يوجد مايسمى بالثار أو النزاعات القبليه كما لاتوجد به الجرائم التي نسمع عنها في أماكن اخرى ، ولكني شأني شأن الجميع أستشعر الخطر قادم من بعيد من خلال تأثير متنام من تداخل ديموجرافي للسكان ليس تحت السيطره ففي الماضي كانت العناصر الوافده سرعان ما تندمج في بوتقة المجتمع الواحاتي وتتاثر ببنظامه الاجتماعي الهادئ الفريد ومع الوقت يتم الانصهار الازم لصيانة المبادئ القائم عليها المجتمع ، أما في هذه الايام فالخطر يكمن في عدم وجود ترابط مجتمعي يحمي المبادئ القائمه او الطبيعة المسالمه وبدلا من ذلك يتشرب المجتمع بكل سهولة وبلاهه عادات ضاره قادمه من بعيد وسلوكيات لم تكن في قواميسنا وقد عزز من ذلك احتكاك فئه من الشباب بمجتمعات عشوائيه تعاني من الانحلال الذوقي والاخلاقي في ضواحي القاهرة الكبرى ثم العودة بما اكتسبوه من مفاهيم مغايره لما نشأوا عليه ، أضف إلى ذلك إنشاء مجتمعات عمرانيه جديده كان جلها او معظمها من الاقاليم الاخرى فيصعب مع ذلك المحافظة على السمات المميزة للمجتمع وبالتالي تكون الفرصة سانحة اكثر من اي وقت مضى لدخول أمراض إجتماعيه عاش الوادي الجديد دهورا طويله دون أن تخترقه ولكنني لا أعول كثيرا على الظام العائلي أوالقبلي في هذا الوقت فالدور ينتقل تلقائيا الى المؤسسات التعليمية والثقافية كالمدارس والجامعات وهناك دور هام للمثقفين والمبدعين والمفكرين عموما فكل له دوره في الحفاظ على شخصية الوادي الجديد المتميزة وتراثه الخاص النادر وإرثه الاخلاقي المتميز0 تم..........................

الله الله عيك يا استاذ دايما بتقول اللي نفسي اققوله مقال رائع وجميل وبيعبر عن الواقع اللي وصلت ليه البلد والسرقه اللي انتشرت والجرايم اللي بدانا نسمع عنها وشكرا جدا جدا على المقال الجميل

سلمك الله يابني وسلم قلمك الذي اعاد الي الأمل وانا صاحب ال 80 خريفا بعد ان كدت افقد الامل في هذا البلد اخيرا لدينا شباب واع ومحيط بمتطلبات وطنه واقليمه احييك يابني واشجعك واشد على يدك سر الى الامام سر ولاتتراجع فانت في الطريق الصحيح وفي الفكر الصحيح

يارب يباركلك يا استاذنا والله احنا محتاجين لدراساتك البسيطه والجميله والممتازه دي لان تراثنا ضاع من زمان وكل عيل عايز يعمل مجستير ولا اي رساله ييجي يعك شويه في ورقتين ويروح يحطها قدام شوية طربشات زيه ويدوله بيهم الدرجه لما ضيعو التراث وبوظو التاريخ بتاعنا

في البداية دعوني أقدم واجب الشكر ليس لصاحب المقال فحسب بل لكل من شارك وتفاعل مع الحوار وتفهم مقصد المقال فكل التقدير للجميع .
ولقد لخص الأديب مصطفى ضبع في مقاله الرائع مجموعة قضايا محل جدل ونقاش دائر بين الشخص ونفسه وأحيانا يدور الحوار فيها بين أفراد أو مجموعات .
* القضية الأولى: وهي جهل شريحة كبيرة جدا من المصريين بمناطق وبلدان ومجتمعات الواحات بشكل عام وخاصة الوادي الجديد ، وذلك يعود لأسباب عدة من أهمها الأسلوب الدراسي والمناهج التي فشلت في عملية التثقيف ونشر الوعي عن حدود مصر وربوعها وسكانها وأطيافها . ومن بين الأسباب الأخرى التي آلمتني وعصرت قلبي حزنا هو أن مجتمع الواحات في زمن مضي " زمن الخمسينات الستينات والسبعينات " كان مجتمع طارد للسكان فكل من كان لديه الفرصة ان يهرب ويهاجر من هذا الوادي ومن الظروف الصعبة هاجر وعاش في مجتمع آخر وأصبح يتناسى موطنه الأصلي وبالتالي أنجب جيلا من بعده لا ينتمون لموطنهم الأصلي واختفت أصولهم ما بين ذكرى مجهولة وبين واقع معاش . والسبب الأخر أيضا هو تقصيرنا نحن اللذين تعلمنا في جامعات المدن الكبرى كالقاهرة وأسيوط والإسكندرية والزقازيق ... الخ ، فكلنا قصر في التعريف بنفسه وبلده ومحاولة إبراز الشخصية الخاصة للوادي الجديد فكلنا تخفى خلف مظهر كاذب وبناطيل الجينز الجميلة وقصات الشعر المسشورة وتغيير اللهجة بفم معوج ومحاولة مجاراة أهل المدن فبدل أن نؤثر فيهم ونظهر شخصية الوادي والواحات اثروا فينا هم وأصبحنا نتموج على ثقافتهم .
* القضية الثانية: وهي العولمة بشكلها الصغير أو كما سماها أخينا مصطفى" بالأقلمة " فهو تعبير غاية في الدقة ( وفي نظري إن الانفتاح الذي حدث تجاه الواحات وبالأخص محافظة الوادي الجديد كان من اتجاه واحد بشكل واضح حيث أصبح الوادي الجديد بواحاته المترامية الأطراف جاذب للاستقرار وليس طارد لأهله كما كان سابقا ، حيث بدأت حركة الاستثمار والبناء والتعمير وهذا ما دفع فئات كثيرة من اغلب محافظات مصر ان ينزحوا للوادي الجديد إما للعمل والاستفادة من البدلات الإضافية لرواتب الحكومة ، أو للاستثمار الزراعي والسياحي ... الخ. وهذا كله أنتج خليط متشابك من الثقافات وافرز معه صلات نسب متعددة الإشكال وصداقات متنوعة وعلاقات عمل غامضة ، ونحن شعب مثل كافة الشعوب نؤثر ونتأثر ، والغريب اننا نظرنا الى اننا تاثرنا فقط بل على الوجه الاخر نحن اثرنا فيهم وقد شربوا من ثقافتنا وترابطنا معهم في صلات النسب والعمل والصداقات ، اما عن السلوكيات السيئة والثقافات المشينة التي ظهرت من خلال مجموعات قليلة متسولة وطابعها اجرامي انما هو سلوك قلما ان يدوم ا وان ينتشر بسرعة وان انتشر ففي النهاية كل ما انتشر من تراب فاسد ذهب ادراج الرياح ويبقى دورنا نحن جميعا ان نعالج النفوس الضعيفة التي تاثرت بهذا التراب الفاسد وننقيها لتعود للصواب .
* القضية الثالثة : دور المثقفين والمفكرين في التعريف بشخصية بلدهم والحفاظ على التراث الشعبي ، وهذا هو الهدف الاسمي الذي دائما نسعى اليه ، فالأفراد الذين لم يتعلموا في مدارس وكليات وجامعات هم أصحاب الفضل علينا نحن المتعلمين والمفكرين حيث انهم ضحوا بوقتهم ومجهوداتهم وأعمارهم وقصصهم الجميلة ضحوا بكل حياتهم طالت او قصرت ضحوا بطموحاتهم واحلامهم من اجلنا حيث كنا نحن أحلامهم وطموحاتهم لذلك فان رد الجميل ان نحافظ على بلدهم ونحافظ عليهم وعلى أنفسنا وعلى تراثنا فكلنا مسئولون وواجب علينا ان نقف ضد أي تيار يفسد علينا ثقافتنا وجب علينا ان ندافع عن تراثنا الجميل ونوثقه ونؤمن به ونظل على العهد مع من كانوا خلفنا لنتعلم مع من ضحوا بصحتهم وأعمارهم ودفعونا للعلم ......
*************
للعلم فقط انه توجد لي دراسة في " ثقافة واحات الوادي الجديد بين الماضي والحاضر " بقسم الاجتماع والانثروبولوجيا بكلية الآداب جامعة القاهرة ، وهي كانت بمثابة مشروع التخرج وكان المشرف عليها الدكتور مصطفى عبد الله لؤلؤ والدكتور كمال التابعي بنفس القسم .

شكرا استاذ مصطفى على الصحوه الي عملتها وخليتنا نشوف نفسنا بصوره حلوه وجميله كما اشكر القصري لانه مفكر ممتاز ونتمنى ينشر لنا الدراسات الي عملها عشان تسري الحوار بيننا